11-في رسالتي المفتوحة لك أيام رئاستك الأولى كنت قد كتبت لك:
(ربما تنمرکم و غطرستکم في مواجهة قضایا العالم لاسیما ما یخص المسلمین في سنوات قادمة، تروج الکراهیة و تبث الفرقة و تتسبب تغیرات فی العالم و اضطرابا و توترا في العلاقات الدولیة و محاربتکم الهزیلة ضد الإسلام وضد الله الواحد خالق الکون، تجر عاصفة من السخریة و الأزمة والعزلة أکثر من ذی قبل، إلی أمریکا)
و ها قد حصل.
وكما توقعت، فإننا نشاهد الآن نفس التطورات والإضطرابات في المعادلات السیاسیة و الجغرافیة التي تحكم العالم.
إن معركة طوفان الأقصى التي حطم فيها شباب الأمة الإسلامية طلسم عصابة الاحتلال اليهودي، النظام الأكثر ظلماً في التاريخ، والوحش الأكثر شراسة في القرن، الوحش الذي أطعمتموه أنتم بدماء ولحوم الشعب الأميركي لأكثر من سبعين عاماً في فلسطين، واستطاعوا إقتلاع الخوف وأسطورة "الجيش الذي لا يقهر" من قلوب المسلمین وعقولهم، وکذلك معركة ردع العدوان التي أسقط فيها شباب الأمة الإسلامية عصابة وحشية أخرى في بلاد الشام، و هذه المعارك قد أيقظت شعوبكم من سباتهم الطويل تحت وطئة شعاراتكم الجوفاء حتى يعرفوا أن الذين يدعمون المحتليين قتلة الأطفال و النساء في فلسطين هم حكامهم الخونة فقاموا بإعتصابات و تظاهرات، وفي المستقبل سوف نشاهد إنهیارجدران (سايكس - بيكو) و(بیرسي كوكس) التي بنيت حولنا وسَجَّنُونا في هذه السجون العسكرية، كما دمرنا جدار برلين و نشاهد تغيرات جذرية في خريطة العالم وإن صراعكم العبثي مع الإسلام والمسلمين وحربكم ضد الطبيعة سوف يجركم إلى المزيد من الأزمات و الأحداث و العزلة.
12- - وإن کنتم فی ریب وشك من حقانية الإسلام، راجعوا العلماء والعباقرة في مجالات شتی عندکم و هذا ما یأمر به الله تعالی في القرآن الکریم، حیث یقول : فاسئلوا أهل الذکر إن کنتم لاتعلمون.
ولهذا السبب فتح الإسلام طريقه بين الطبقات المثقفة والمتعلمة وبين شخصياتكم العلمية وفي المستقبل القريب سوف نشكل نحن المسلمين الأغلبية الساحقة بينكم و أنت أیضاً في حملتك الانتخابية الثانیة إلتقیت بالجالیة الإسلامیة في میشیغان بأمریکا للحصول علی تصویتهم باعتبارهم أقلية مهمة ولقد عاد الإسلام مرة أخرى إلى قرى الأندلس وبين أحفاد أجدادنا أیضاً وفي هذ العام تحرك مسلمو إسبانيا (الأندلس) صوب مکة المکرمة لأداء فریضة الحج، راکبین الخيول إحیاءً لذكريات أجدادهم.
وأخيراً، كما قلت، فإن الحضارة الوحيدة الباقية في الميدان بماضٍ مجيد، وكاريزما اليوم، ومستقبل تتطلع إليه البشرية، هي الإسلام، الذي سيأخذ قريباً زمام قيادةالعالم وزعامة البشرية منكم.
لذلك فنحن لسنا بحاجة إليكم، بل أنتم من تحتاجون إلی الاسلام والمسلمین کی تمسحوا به تلك القشور المتراکمة من جریمة و إرهاب و عنف و انحراف وحقد و فساد و عنصریة و فوضی وإنتهاك لحقوق الإنسان و حقوق المرأة من وجه تاریخکم و تزیلوها من سجل و ملف بلادکم و تملئوا به ذلك الخلأ العقدي فی نفوسکم و مجتمعکم، ونحن سنظل نسعی لإنتشالکم من تلك المستنقعات.
فإن تولیت فإن علیك إثم الأریسیین.
وماعلینا إلاالبلاغ
15 / ذوالقعدة / 1446 هـ ق
23 / ثور / 1404 ش
0093707073407